"لو الحكاية تأميم قولولنا علشان نعمل حسابنا" هكذا يقولون! ولو سألتني ماذا تفعل لو أردت أن تؤمم الشركات المُتداولة في البورصة المصرية الآن وبدون الدخول في مشاكل قانونية سواء مصرية أو دولية، في الحقيقة لن أقول لك أكثر من أن تنظر إلى شاشة أسعار تداول الأسهم حالياً.
ولو كنت أنا الذي يريد أن يؤمم هذه الشركات ما كنت أفعل خير مما فعله فيروس كورونا والحملات المُروجة له للهبوط بالأسعار إلى هذه الدرجة. ولو كان عندي ذلك الصندوق السيادي ما كنت تركت هذه الفرصة لأشتري كل ما ألقت به أيادي المستثمرين النادمين والمُجبرين والذين تجرؤوا على اسهمهم ليبيعونها بأبخس الأسعار إما هرباً أو تخوفاً من المزيد من الهبوط، سواء كان هبوطاً مفتعلاً أو هبوطاً حقيقياً، فالأسعار يا صديقي لا شأن لها بحقيقة الهبوط من عدمه، هي فقط تتحدث عن نفسها.
ولو كنت أنا الذي يريد أن يؤمم هذه الشركات ما كنت أفعل خير مما فعله فيروس كورونا والحملات المُروجة له للهبوط بالأسعار إلى هذه الدرجة. ولو كان عندي ذلك الصندوق السيادي ما كنت تركت هذه الفرصة لأشتري كل ما ألقت به أيادي المستثمرين النادمين والمُجبرين والذين تجرؤوا على اسهمهم ليبيعونها بأبخس الأسعار إما هرباً أو تخوفاً من المزيد من الهبوط، سواء كان هبوطاً مفتعلاً أو هبوطاً حقيقياً، فالأسعار يا صديقي لا شأن لها بحقيقة الهبوط من عدمه، هي فقط تتحدث عن نفسها.
في بورصتنا المصرية يا صديقي تقوم الأسهم بزيارة القمم زيارة خفيفة - ويا بخت من زار وخفف - لكنها تبني عند القيعان بيوتاً وأعشاشاً وتستقيم لها الحياة هناك في تلك القيعان! والغريب أنها لا تُفارقها ولا ينصلح لها حال ولا يتدخل لإنقاذها مسئول إلا بعد خراب مالطا! وترى فيها القيعان أدواراً ومراتب، تستطيع أن تنزل من قاع لقاع ومن مرتبة لأخرى، وتتزحلق بينهم بكل سهولة ويسر، بدون عناء وكأنك في رحلة ترفيهية في ملاهي أسواق المال، تركب فيها الزُحْلوقَة. تنزل الاسهم في البورصة المصرية للقيعان ولا تَعْرُج فيها للقمم، هذا لسان حال كل الخاسرين في البورصة المصرية الآن، وهُمُ كُثرُ!
ولكي أوضح لك الصورة وماذا أقصد تحديداً، دعني أضرب لك بعض الأمثلة من أسهم البورصة المصرية، كيف كانت وكيف أصبحت، حتى من قبل ظهور فيروس كورونا على الساحة، فإن الهبوط للأسعار الحالية لم تشتعل شرارته في 2020، بل كانت من قبل ذلك.
سهم القلعة للإستشارات المالية CCAP
 |
| شكل (1): سهم القلعة للإستشارات المالية، على التدريج الأسبوعي. الرسم من موقع Investing |
بدأ سهم القلعة للإستشارات المالية "CCAP" رحلة الهبوط والتي إستغرقت سنة كاملة، من الاسبوع الأخير في مارس 2019 وذلك بكسر مستوى 3.97 نزولاً، وظل في رحلة الهبوط حتى يومنا هذا متخللاً إياها ببعض من الصعود، ليصل اليوم إلى مستوى 1.32 محققاً بذلك نزول بنسبة 66.75% أي أنه قام بعملية تصحيح قاربت عام كامل.
وحتى لا نطيل في التفاصيل الفنية، فإن رحلة الهبوط بدأت بتأكيد كسر نموذج فني شهير وهو نموذج الوتد الصاعد Rising Wedge، وهذا النموذج له هدف يتم حسابة، غير أن الناحية العملية تجعلنا دائماً ننظر ونراقب هدف هذا النموذج عند ثلاثة مواقع، كما يتضح على الرسم أعلاه - شكل (1) - ترى (هدف1) و(هدف2) و(هدف3)، وهنا بيت القصيد، فالهدف الثالث - وليس معنى كلامي أن لنموذج الوتد الصاعد Rising Wedge ثلاثة أهداف - وهو مستوى (من 1.50 نزولاً لــ 1.22) كبداية رحلة الصعود أو الإتجاه الصاعد الموجود قبل تكون نموذج الوتد الصاعد Rising Wedge، والتي صادفت وجودها عند نسبة تصحيح فيبوناتشي 78.6% للموجة الصاعدة من مستوى 0.64 إلى مستوى 4.30.
ومن اللافت للإنتباه أيضاً، وقوع السهم حالياً على مستوى إختراق صاعد لنموذج سابق وهو نموذج مثلث هابط Descending Triangle ليكون هبوط السهم لمستوى 1.39 عملية Throwback سليم من الناحية الفنية حتى هذه اللحظة. لذلك فإن سهم القلعة للإستشارات المالية "CCAP" يقع حالياً في منطقة دعم مكونة من هدف سعري، ونسبة تصحيح فيبوناتشي، ومستوى إختراق لنموذج فني، مما يجعل النظرة الإستثمارية في السهم تختلف عن ذي قبل.
ولا شك أن سهم القلعة للإستشارات المالية قد دخل بالفعل في إتجاه هابط متوسط/طويل الأجل، لذلك هو أمام مقاومات كبرى يجب التغلب عليها أولاً لتغيير الإتجاه من إتجاه هابط إلى إتجاه صاعد. أول هذه المقاومات هو مستوى 1.40 في حالة الإستقرار أسفل منه، ثم مستوى (1.50 - 1.60) والمقاومة الثالثة عند مستوى (1.70 - 1.75)، وبالإغلاق أعلى من مستوى 2.00 تكون أول خطوات الخروج من الإتجاه الهابط إلى الإتجاه الصاعد بشرط الإرتكاز اعلى من مستوى 2.00.
ماذا لو تم كسر مستوى 1.22؟ بالطبع سيكون هناك المزيد من الهبوط، فمستوى 1.22 يُعتبر من مستويات الدعم التاريخية، وكسره نزولاً يعني الضعف في السهم على البقاء أعلاه، ويُعتبر إعلان عن مزيد من الهبوط إلى أن يصعد أعلاه من جديد.
هذا هو مثال واحد فقط لتوضيح مستوى الأسعار الحالي يا صديقي، فلو تتبعنا باقي أسهم البورصة المصرية سنجد فيها الكثير من الامثلة لنضربها، ولضيق الوقت نكتفي بسهم القلعة للإستشارات المالية كمثل لتوضيح كيفية هبوط اسعار الاسهم لمستويات تاريخية. وأخيراً وبعد عرض الناحية الفنية، ترى الآن أن الأمر ليس له علاقة بالتأميم أو غيره مثلما يتناقله البعض، إنما هو عمليات تصحيحية صادفت تواجدها مع حدث عالمي وهو فيروس كورونا مما ساعد أو زاد من وتيرة الهبوط في أسعار الأسهم، وربما قريباً أعرض عليك أسهم أخرى.