التشبع البيعي والتشبع الشرائي
Oversold and Overbought
مقدمة:
التشبع البيعي Oversold والتشبع الشرائي Overbought من المصطلحات الشائعة في مجال التحليل الفني والتي يهتم بها الكثير من المحللين الفنيين والماليين أيضاً، لكن لكلٍ تعريفه الخاص. فالتحليل المالي في نظرته وأدواته لقياس التشبع البيعي أو التشبع الشرائي قد يختلف عن رؤية أو نظرة وأدوات التحليل الفني لتحديد مناطق التشبع البيعي أو الشرائي.ومن الأسئلة الشائعة أو المُتعارف عليها والتي تناولتها العديد من الموضوعات والتقارير والأبحاث عن التشبع البيعي والتشبع الشرائي هي الأسئلة الآتية:
- ما هو التشبع البيعي Oversold؟
- ما هو التشبع الشرائي Overbought؟
- هل يتم الشراء أو البيع لمجرد وجود الأسهم في مناطق التشبع؟
- ماهي الأدوات والمؤشرات الفنية المُستخدمة لإكتشاف التشبع البيعي والتشبع الشرائي؟
- ما هو التدريج الزمني المناسب لمعرفة مناطق التشبع في السهم؟
نعلم أن أقصى مدة يستطيع الإنسان الطبيعي فيها أن يبقى تحت سطح الماء حوالي أربعة دقائق، ولا يستطيع الإستمرار أسفل الماء أكثر من ذلك. والسبب بكل بساطة أن رئة الإنسان تكون قد تشبعت بثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي إلى آلام وتقلصات في العديد من أجزاء الجسم ومنها المُخ عضلات القفص الصدري مما يؤدي إلى الوفاة إذا لم يخرج بسرعة أعلى سطح الماء ليستنشق الأكسجين.
ولكي يتغلب الإنسان على هذه المشكلة إستعان في رحلات الغطس بالأجهزة (إسطوانات الأكسجين) التي تساعده على البقاء أسفل سطح الماء لأطول فترة ممكنة، لكن في النهاية لابد وأن يخرج خارج الماء، فالأجهزة المُستخدمة لها فترة زمنية وتُستنفذ أيضاً.
وعلى الجانب الآخر، نرى أن الأسماك لا تستطيع البقاء خارج الماء فترة زمنية طويلة، نظراً لأن طبيعتها لا تسمح لها بالعيش والتنفس خارج الماء، فلابد وأن تنزل بسرعة أسفل سطح الماء لتتنفس بالصورة الطبيعية لتبقى.
من المثال السابق نرى أن التشبع هو ظاهرة غير طبيعية، مُخالفة لطبيعة الأشياء، أو بمعنى آخر، تزيد فيه الأمور عن صورتها الطبيعية لتتحول إلى أمور غير طبيعية. كذلك في أسواق المال، تكون فيها عمليات البيع والشراء الطبيعية للأسهم والأوراق المالية لها صور وسلوكيات طبيعية، تسير فيها حركة الأسعار في تناغم بين البائع والمُشتري، وإذا زادت أو قلت الأسعار بصورة مبالغ فيها، تدخل عندها الأسهم في مراحل التشبع البيعي أو الشرائي، وتميل بعدها إلى الرجوع إلى الحركة الطبيعية سابقة العهد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما هو التشبع البيعي Oversold؟
التشبع البيعي Oversold في التحليل الفني، هو هبوط أسعار الأسهم إلى مستويات دُنيا مُبالغ فيها مقارنة بالأسعار السابقة. ولا يتم تحديد مستويات التشبع البيعي في التحليل الفني إلا من خلال مؤشرات فنية.ما هو التشبع الشرائي Overbought؟
التشبع الشرائي Overbought في التحليل الفني، هو إرتفاع أسعار الأسهم إلى مستويات عُليا مُبالغ فيها مقارنة بالأسعار السابقة. ولا يتم تحديد مستويات التشبع الشرائي في التحليل الفني إلا من خلال مؤشرات فنية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل يتم الشراء أو البيع لمجرد وجود الأسهم في مناطق التشبع؟
ليس بالضرورة أن يصعد السهم لمجرد دخوله في منطقة التشبع البيعي، فقد يتجه إلى الإتجاه العرضي. وعلى الجانب الآخر، ليس بالضرورة أيضاً أن يهبط السهم لمجرد دخولة في منطقة التشبع الشرائي، فقد يتجه إلى الإتجاه العرضي أيضاً. وقد تطول بالسهم فترة البقاء داخل منطقة التشبع (البيعي أو الشرائي) بدون تغير في إتجاهه فيظل السهم يهبط حتى بعد دخوله في منطقة التشبع البيعي، وقد يظل السهم يصعد حتى بعد دخوله في منطقة التشبع الشرائي.وليس سعر السهم هو الذي يُحدد تشبع السهم، سواء كان تشبع بيعي أو تشبع شرائي، ولكن الذي يحدد مناطق التشبع (البيعي أو الشرائي)، وبداية الصعود - الدخول - بعد الخروج من منطقة التشبع البيعي، وإشارات الهبوط - الخروج - بعد الخروج من منطقة التشبع الشرائي هي بعض المؤشرات الفنية التي تُستخدم في التحليل الفني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماهي الأدوات والمؤشرات الفنية المُستخدمة لإكتشاف التشبع البيعي والتشبع الشرائي؟
في التحليل الفني تُستخدم بعض الأدوات والمؤشرات للكشف عن مناطق التشبع البيعي Oversold ومناطق التشبع الشرائي Overbought ومن أفضل هذه المؤشرات، مؤشر (Relative Strength Index (RSI ومؤشر Stochastic Oscillator، بهذه المؤشرات تستطيع الكشف عن مناطق التشبع ونقاط الخروج من مناطق التشبع كإشارات فنية قوية.إليك بعض الرسومات البيانية بتطبيق مؤشر (Relative Strength Index (RSI ومؤشر Stochastic Oscillator، على المؤشر العام للبورصة المصرية EGX30 لتوضيح كيف يتم تحديد مناطق التشبع البيعي Oversold ومناطق التشبع الشرائي Overbought على كل مؤشر.
مؤشر (Relative Strength Index (RSI:
على مؤشر (Relative Strength Index (RSI يوجد خطان أفقيان، أحدهما وهو السُفلي عند مستوى 30 وهو بداية مرحلة التشبع البيعي Oversold. والخط الأفقي الآخر وهو العُلوي عند مستوى 70 وهو بداية مرحلة التشبع الشرائي Overbought.بعد كسر مستوى 30 نزولاً لمؤشر (Relative Strength Index (RSI يكون السهم دخل منطقة التشبع البيعي، وبعد إختراق مستوى 30 صعوداً لمؤشر (Relative Strength Index (RSI يكون السهم قد خرج من منطقة التشبع البيعي ليدخل في منطقة التداول الطبيعية، ومرحلة صعود أو حركة عرضية من بعد هبوط مُبالغ فيه.
وعند إختراق مستوى 70 لمؤشر (Relative Strength Index (RSI صعوداً يكون السهم قد دخل في منطقة التشبع الشرائي، وبعد كسر مستوى 70 نزولاً لمؤشر (Relative Strength Index (RSI يكون السهم قد خرج من منطقة التشبع الشرائي ليدخل بعدها في منطقة التداول الطبعي، ومرحلة هبوط أو حركة عرضية من بعد صعود مُبالغ فيه.
ويمكنك رؤية هذا بوضوح على الرسم التالي - شكل (1) - أن المؤشر العام للبورصة المصرية EGX30 دخل في منطقة التشبع الشرائي في الرابع من أكتوبر 2007 بإختراق مؤشر RSI لخط 70 صعوداً من بعد صعود كبير، ثم خرج مؤشر RSI من منطقة التشبع الشرائي في العشرين من يناير 2008 واستكمل المؤشر العام للبورصة المصرية الصعود رغم هبوط مؤشر RSI بعد خروجة من منطقة التشبع الشرائي ليصنع ما يُسمى إنحراف سلبي Negative Divergence الذي أدى إلى هبوط المؤشر العام للبورصة المصرية بعدها.
شكل (1) - التشبع البيعي والتشبع الشرائي على مؤشر RSI |
ويمكن أن يتذبذب مؤشر RSI حول خط التشبع البيعي (30) أو حول خط التشبع الشرائي (70) وهذا أيضاً يظهر على الرسم المرفق أعلاه - شكل (1)- حيث أن مؤشر RSI ظل في منطقة تذبذب بين صعود وهبوط حول خط التشبع البيعي (30) من السابع والعشرين من مارس 2011 حتى الخامس من يناير 2001 وظل المؤشر العام للبورصة المصرية EGX30 في رحلة هبوط أثناء هذه الفترة. مما يوضح أيضاً أن إشارات الخروج أو الدخول من مناطق التشبع البيعي أو الشرائي قد تكون إشارات خادعة أو كاذبة يجب التعامل معها بحرص، مع ضرورة وجود عناصر أخرى أو أدوات فنية أخرى بجانب مناطق التشبع لتأكيد القرار.
مؤشر Stochastic Oscillator:
على مؤشر Stochastic Oscillator يوجد خطان أفقيان، أحدهما وهو السُفلي عند مستوى 20 وهو بداية مرحلة التشبع البيعي Oversold. والخط الأفقي الآخر وهو العُلوي عند مستوى 80 وهو بداية مرحلة التشبع الشرائي Overbought.بعد كسر مستوى 20 نزولاً لمؤشر Stochastic Oscillator يكون السهم دخل منطقة التشبع البيعي، وبعد إختراق مستوى 20 صعوداً لمؤشر Stochastic Oscillator يكون السهم قد خرج من منطقة التشبع البيعي ليدخل في منطقة التداول الطبيعية، ومرحلة صعود أو حركة عرضية من بعد هبوط مُبالغ فيه.
وعند إختراق مستوى 80 لمؤشر Stochastic Oscillator صعوداً يكون السهم قد دخل في منطقة التشبع الشرائي، وبعد كسر مستوى 80 نزولاً لمؤشر Stochastic Oscillator يكون السهم قد خرج من منطقة التشبع الشرائي ليدخل بعدها في منطقة التداول الطبعي، ومرحلة هبوط أو حركة عرضية من بعد صعود مُبالغ فيه.
ويمكنك رؤية هذا بوضوح على الرسم التالي - شكل (2) - أن المؤشر العام للبورصة المصرية EGX30 دخل في منطقة التشبع الشرائي في السادس عشر من سبتمبر 2007 بإختراق مؤشر Stochastic Oscillator لخط 80 صعوداً من بعد صعود كبير، ثم خرج مؤشر Stochastic Oscillator من منطقة التشبع الشرائي في العشرين من يناير 2008 واستكمل المؤشر العام للبورصة المصرية الصعود رغم هبوط مؤشر Stochastic Oscillator بعد خروجة من منطقة التشبع الشرائي ليصنع ما يُسمى إنحراف سلبي Negative Divergence الذي أدى إلى هبوط المؤشر العام للبورصة المصرية بعدها.
شكل (2) - التشبع البيعي والتشبع الشرائي على مؤشر Stochastic Oscillator. |
ويمكن أن يتذبذب مؤشر Stochastic Oscillator أيضاً حول خط التشبع البيعي (20) أو حول خط التشبع الشرائي (80) وهذا أيضاً يظهر على الرسم المرفق أعلاه - شكل (2)- حيث أن مؤشر Stochastic Oscillator ظل في منطقة تذبذب بين صعود وهبوط حول خط التشبع البيعي (20) من التاسع والعشرين من يونيه 2008 حتى الرابع من ديسمبر 2008 وظل المؤشر العام للبورصة المصرية EGX30 في رحلة هبوط أثناء هذه الفترة. مما يوضح أيضاً أن إشارات الخروج أو الدخول من مناطق التشبع البيعي أو الشرائي قد تكون إشارات خادعة أو كاذبة يجب التعامل معها بحرص، مع ضرورة وجود عناصر أخرى أو أدوات فنية أخرى بجانب مناطق التشبع لتأكيد القرار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ