مضـــاعف الربحـــــية.
Price to Earnings Ratio – P/E Ratio
"سهم ذو مضاعف ربحية قليل أفضل من سهم ذو مضاعف ربحية كبير!"المقدمة:
أحياناً تسمع هذه العبارة (سهم ذو مضاعف ربحية قليل أفضل من سهم ذو مضاعف ربحية كبير!). تسمعها من بعض المتداولين في البورصة ممن يهتمون بالشئون المالية أو التحليل المالي للأسهم عند سؤالك أحدهم عن الأسهم الجيدة عندما تريد أن تختار سهم جيد للإستثمار فيه.
أنت بالطبع تريد أن تستثمر في سهم جيد. وتريد أن يكون سعره جيد، وغير مبالغ فيه. عندئذٍ قد تسمع هذه العبارة (إبحث عن سهم ذو مضاعف ربحية قليل، فسهم ذو مضاعف ربحية قليل أفضل من سهم ذو مضاعف ربحية كبير).
أنت بالطبع تريد أن تستثمر في سهم جيد. وتريد أن يكون سعره جيد، وغير مبالغ فيه. عندئذٍ قد تسمع هذه العبارة (إبحث عن سهم ذو مضاعف ربحية قليل، فسهم ذو مضاعف ربحية قليل أفضل من سهم ذو مضاعف ربحية كبير).
هذه العبارة جد حقيقية، وجد صحيحة وفعّالة.فإن مضاعف الربحية فعلاً عنصر مهم من عناصر تقييم الأسهم، لكنه ليس الأهم. فهناك عناصر أخرى غير مضاعف الربحية، يجب أن تُؤخذ في الإعتبار عند تقييمك للأسهم من الناحية المالية.
ولتوضيح هذا الأمر دعنا نتعرف أولاً على مضاعف الربحية للسهم الذي يستخدمه البعض في تقييم الأسهم التي يخططون للإستثمار فيها، ثم نوضح بعد ذلك النقاط الأخرى أو العناصر الأخرى التي قد تختلف عن مضاعف الربحية في تقييم السهم، بصورة مبسطة.
ولتوضيح هذا الأمر دعنا نتعرف أولاً على مضاعف الربحية للسهم الذي يستخدمه البعض في تقييم الأسهم التي يخططون للإستثمار فيها، ثم نوضح بعد ذلك النقاط الأخرى أو العناصر الأخرى التي قد تختلف عن مضاعف الربحية في تقييم السهم، بصورة مبسطة.
ما هو مضاعف الربحية للسهم؟
تعريف مضاعف الربحية للسهم:
[مضاعف الربحية للسهم] هو حاصل قسمة [السعر السوقي للسهم] على [ربحية السهم].كيف يتم حساب مضاعف الربحية للسهم؟
ولمعرفة كيفية حساب مضاعف الربحية للسهم، عليك أولاً بمعرفة الأشياء التالية قبل البدئ في الحساب:- عدد أسهم الشركة المُتداولة في البورصة.
- أرباح الشركة.
- ربح السهم الواحد.
- السعر السوقي للسهم، وهو سعر التداول للسهم.
لمعرفة عدد أسهم الشركة، يمكنك ذلك بكل سهولة من خلال موقع التداول أو أي موقع إلكتروني متخصص في مجال البورصة والأسواق المالية، وأيضاً يمكنك الإطلاع على بيانات الشركة لمعرفة كم هي أرباح الشركة، ومن ثم يمكنك معرفة أرباح السهم الواحد بعملية حسابية بسيطة، كما يتبين في المثال التالي:
حساب أرباح السهم الواحد:
حساب أرباح السهم، من الممكن أن تكون بطريقتين:
- الحساب بإستخدام الأرباح المتوقعة للشركة.
- حساب أرباح 12 شهر السابقة، وهي الأكثير إستخداماً والتي نبني عليها هذا المقال. دعنا نقوم بالتطبيق العملي على المثال التالي لحساب مضاعف الربحية للسهم:
ربح السهم الواحد يساوي [أرباح الشركة] مقسومة على [عدد أسهم] الشركة، أي أن ربح السهم الواحد في حالتنا هذه هو 200,000,000 (مائتنان مليون جنيه) مقسومة على 5,000,000 (خمسة مليون) سهم، إذاً ربح السهم الواحد يساوي 40 (أربعون جنيه). هذا هو ربح السهم، فكيف نحسب مضاعف ربحية السهم للشركة؟
حساب مضاعف الربحية:
كما ذكرنا أعلاه أن مضاعف ربحية السهم هو حاصل قسمة [السعر السوقي للسهم] على [ربحية السهم]، إذاً فحساب مضاعف الربحية للسهم في مثلنا هذا يساوي 80 (ثمانون جنيه ) مقسومة على 40 (أربعون جنيه)، أي أن مضاعف ربحية السهم في هذا المثال يساوي 2 (إثنان). ومن هذا المثال أيضاً يمكننا ملاحظة الآتي:
ليس من المنطقي أو المعقول أن تقارن بين سهم في قطاع الكيماويات وليكن سهم (س) مثلاً، بسهم في قطاع الإنشاءات وليكن سهم (ص) على سبيل المثال. فإذا وجدت مضاعف الربحية للسهم (س) أكبر من مضاعف الربحية للسهم (ص)، من المؤكد ومن البديهي أنك ستختار سهم (ص) بدون تفكير، أليس كذلك؟
بإختيارك الأخير هذا تقع في الخطأ، فقد يكون سهم (ص) ذو مضاعف الربحية الأقل من سهم (س)، له مضاعف الربحية الأكبر في قطاعه هو، وهو قطاع الإنشاءات! وبالتالي يكون هو السهم الأسوأ في قطاعه. وقد يكون سهم (س) ذو مضاعف الربحية الأكبر من مضاعف ربحية السهم (ص)، له مضاعف الربحية الأقل في قطاعه هو، وهو قطاع الكيماويات، وبالتالي سيكون سهم (س) هو السهم الأفضل في قطاعه.
وبطريقة أخرى يمكن صياغة الفقرة السابقة، سهم (ص) بناء على مضاعف ربحيتة في قطاعه - قطاع الإنشاءات - هو الأسوأ في قطاعه، رغم أن مضاعف ربحيته أقل من مضاعف ربحية السهم (س)! وسهم (س) بناء على مضاعف ربحيته في قطاعه - قطاع الكيماويات - هو الأقوى والأفضل في قطاعه، رغم أن مضاعف ربحيته أكبر من مضاعف ربحية سهم (ص).
لذلك يجب أن تختار القطاع أولاً، ثم تقوم بالمقارنة بين أسهم القطاع نفسه. ثم تختار السهم الذي تتحقق فيه كل ما سبق من حسابات وقواعد إختيار. لكن هل هذا وحده يكفي لإختيار سهم جيد، وهل الإعتماد على مضاعف الربحية للسهم فقط يكفي للإختيار الصحيح والمفاضلة أو المقارنة بين الأسهم؟
من المؤكد أن هناك عناصر أخرى يجب أن تؤخذ في الإعتبار عن دراستك أو عند مقارنتك بين الأسهم ليكون الإختيار صحيح ومبني على أسس سليمة، وصحيحة. فطالما بدأت بالتفكير في المقارنة بين الشركات مالياً، عليك بالبحث عن أمور مالية أخرى عن الشركة، فإن مضاعف الربحية ليس وحده هو التحليل المالي للشركات! دعنى أسرد لك بعض النقاط الهامة التي قد تفيدك في تقييم الأسهم إضافة لمضاعف الربحية.
وسبب هذا الإرتفاع في مضاعف الربحية في الأصل، هو إرتفاع السعر السوقي للسهم، والذي قد يكون بسب إقبال المستثمرين على السهم، ونتيجة هذا الإقبال قلَّ المعروض من السهم وزاد الطلب على السهم، والنتيجة الطبيعية بهذا الإقبال تكون زيادة السعر السوقي للسهم، وبالتالي زيادة مضاعف الربحية للسهم!
والزيادة في الطلب هنا رُبما تكون بسبب معرفة المستثمرين لهذه الخطط المستقبلية للشركة وهم يثقون في إدارة، أنها قادرة على تحقيق هذه الخطط والنمو بالشركة، وبالتالي يستبقون الشراء رغم إرتفاع سعر السهم حالياً! قبل أن يشتروه بسعر أعلى في المستقبل القريب بعد تحقق هذه الخطط.
لذلك، فإن تقييمك لهذا السهم بناء على مضاعف الربحية فقط في هذه الحالة قد يكون تقييم خطأ أو محدود الرؤية، وقد تحرم نفسك من أرباح مستقبلية كبيرة، في إستثمار طويل الأجل.
- مضاعف الربحية للسهم يتناسب عكسياً مع ربحية السهم، فإذا كانت ربحية السهم كبيرة، يكون مضاعف الربحية قليل. والعكس، فإذا كانت ربحية السهم قليلة كان مضاعف الربحية كبير. أي أن التناسب بين مضاعف ربحية السهم وأرباح السهم، تناسب عكسي، أليس كذلك؟
كيف تستخدم مضاعف الربحية لتقييم الأسهم؟
سواء قمت بحساب مضاعف الربحية للسهم، أو قمت بالبحث عن مضاعف الربحية للسهم من خلال المواقع الإلكترونية، فاستخدام مضاعف الربحية لتقييم السهم أو المقارنة بين الأسهم له ضوابط أو قواعد بسيطة لكي يكون تقييمك صحيح. فأنت حين تبدأ في دراسة الأسهم والمقارنة بينها بواسطة مضاعف الربحية، عليك بالمقارنة بين القطاعات كلها أولاً، بإيجاد متوسط مضاعف الربحية لكل قطاع على حده. وبناء على ما توصلت إليه من بيانات، قم بإختيار القطاع المناسب ثم قارن بين الأسهم داخل هذا القطاع.ليس من المنطقي أو المعقول أن تقارن بين سهم في قطاع الكيماويات وليكن سهم (س) مثلاً، بسهم في قطاع الإنشاءات وليكن سهم (ص) على سبيل المثال. فإذا وجدت مضاعف الربحية للسهم (س) أكبر من مضاعف الربحية للسهم (ص)، من المؤكد ومن البديهي أنك ستختار سهم (ص) بدون تفكير، أليس كذلك؟
بإختيارك الأخير هذا تقع في الخطأ، فقد يكون سهم (ص) ذو مضاعف الربحية الأقل من سهم (س)، له مضاعف الربحية الأكبر في قطاعه هو، وهو قطاع الإنشاءات! وبالتالي يكون هو السهم الأسوأ في قطاعه. وقد يكون سهم (س) ذو مضاعف الربحية الأكبر من مضاعف ربحية السهم (ص)، له مضاعف الربحية الأقل في قطاعه هو، وهو قطاع الكيماويات، وبالتالي سيكون سهم (س) هو السهم الأفضل في قطاعه.
وبطريقة أخرى يمكن صياغة الفقرة السابقة، سهم (ص) بناء على مضاعف ربحيتة في قطاعه - قطاع الإنشاءات - هو الأسوأ في قطاعه، رغم أن مضاعف ربحيته أقل من مضاعف ربحية السهم (س)! وسهم (س) بناء على مضاعف ربحيته في قطاعه - قطاع الكيماويات - هو الأقوى والأفضل في قطاعه، رغم أن مضاعف ربحيته أكبر من مضاعف ربحية سهم (ص).
لذلك يجب أن تختار القطاع أولاً، ثم تقوم بالمقارنة بين أسهم القطاع نفسه. ثم تختار السهم الذي تتحقق فيه كل ما سبق من حسابات وقواعد إختيار. لكن هل هذا وحده يكفي لإختيار سهم جيد، وهل الإعتماد على مضاعف الربحية للسهم فقط يكفي للإختيار الصحيح والمفاضلة أو المقارنة بين الأسهم؟
من المؤكد أن هناك عناصر أخرى يجب أن تؤخذ في الإعتبار عن دراستك أو عند مقارنتك بين الأسهم ليكون الإختيار صحيح ومبني على أسس سليمة، وصحيحة. فطالما بدأت بالتفكير في المقارنة بين الشركات مالياً، عليك بالبحث عن أمور مالية أخرى عن الشركة، فإن مضاعف الربحية ليس وحده هو التحليل المالي للشركات! دعنى أسرد لك بعض النقاط الهامة التي قد تفيدك في تقييم الأسهم إضافة لمضاعف الربحية.
العناصر الأخرى التي تساهم في تقييم الأسهم إضافة لمضاعف الربحية.
الخطط المستقبلية للشركة.
قد تجد شركة لديها خطة طويلة الأجل بفتح فروع أخرى، أو زيادة خطوط الإنتاج وعمل توسعات نظراً لرؤية مستقبلية لدى الشركة عن النشاط المُتوقع لهذا القطاع، وقد يكون مضاعف الربحية لهذه الشركة في الوقت الحالي مُرتفع مقارنة بمضاعف الربحية للأسهم الأخرى في نفس القطاع!وسبب هذا الإرتفاع في مضاعف الربحية في الأصل، هو إرتفاع السعر السوقي للسهم، والذي قد يكون بسب إقبال المستثمرين على السهم، ونتيجة هذا الإقبال قلَّ المعروض من السهم وزاد الطلب على السهم، والنتيجة الطبيعية بهذا الإقبال تكون زيادة السعر السوقي للسهم، وبالتالي زيادة مضاعف الربحية للسهم!
والزيادة في الطلب هنا رُبما تكون بسبب معرفة المستثمرين لهذه الخطط المستقبلية للشركة وهم يثقون في إدارة، أنها قادرة على تحقيق هذه الخطط والنمو بالشركة، وبالتالي يستبقون الشراء رغم إرتفاع سعر السهم حالياً! قبل أن يشتروه بسعر أعلى في المستقبل القريب بعد تحقق هذه الخطط.
لذلك، فإن تقييمك لهذا السهم بناء على مضاعف الربحية فقط في هذه الحالة قد يكون تقييم خطأ أو محدود الرؤية، وقد تحرم نفسك من أرباح مستقبلية كبيرة، في إستثمار طويل الأجل.
مديونيات الشركة (الديون).
عُنصر آخر من عناصر المقارنة وهو عنصر مهم، وهو الديون على الشركة، فربما تجد مضاعف ربحية قليل لشركة ما مقارنة بمضاعف الربحية للشركات الأخرى في نفس القطاع، ولكن، بالبحث في بيانات الشركة وجدت أن هذه الشركة عليها ديون كبيرة، ديون تحرق كل الأرباح وتأكلها أولاً بأول، فأي نفعٍ هنا لمضاعف الربحية القليل؟!
وعلى العكس تماماً، فإذا كان مضاعف الربحية لسهم ما كبير ومُعدل نموها قليل، يكون السعر السوقي للسهم مرتفع أو مبالغ فيه، والإستثمار في هذه الشركة في هذه الحلة يكن خطر وقرار الإستثمار فيها غير جيد.
والعناصر المذكورة أعلاه، هي كمثال على العناصر الأخرى التي تؤثر في تقييم السهم. لذلك لا يمكن أن يكون مضاعف الربحية وحده هو العنصر الذي تُقيِّم به السهم الذي تريد الإستثمار فيه أو لمقارنة الاسهم.
مُعدل نمو الشركة.
يمكنك في هذه الحالة إستخدام مضاعف الربحية على التوازي مع مُعدل نمو الشركة (كلما طالت مدة دراسة مُعدل النمو كانت النتيجة أفضل)، فعلى سبيل المثال، إذا كانت هناك شركة معدل نموها كبير ومضاعف ربحيتها قليل! هنا يكون السعر السوقي للسهم قليل أو مُقيَّم بأقل من قيمته، وشراءة في هذه الحالة يكون قرار جيد وسليم.وعلى العكس تماماً، فإذا كان مضاعف الربحية لسهم ما كبير ومُعدل نموها قليل، يكون السعر السوقي للسهم مرتفع أو مبالغ فيه، والإستثمار في هذه الشركة في هذه الحلة يكن خطر وقرار الإستثمار فيها غير جيد.
والعناصر المذكورة أعلاه، هي كمثال على العناصر الأخرى التي تؤثر في تقييم السهم. لذلك لا يمكن أن يكون مضاعف الربحية وحده هو العنصر الذي تُقيِّم به السهم الذي تريد الإستثمار فيه أو لمقارنة الاسهم.