كم مرة سمعت هذه العبارة، " لا للتحليل الفني " ؟! غالباً سمعتها من أناس تكبدوا عظيم الخسائر بعد توصيات مباشرة، أسند فيها أصحابها المسئولية على التحليل الفني. أصحاب هذه الجملة لهم كامل الحق في التعلق بها، ولهم كامل الحق في الإعلان عن كراهيتهم للتحليل الفني. لكن علينا فقط أن نبين شئ مهم عن التحليل الفني وأهله، ذلك قبل الإنصياع لما في هذه العبارة من حق مُر. دعونا نتفق أن مثل التحليل الفني للمحلل الفني، كمثل الدين للعابد، أو كتاب الصيانة للمهندس، وكمنهج الطب للطبيب، أوالمعادلات الحسابية للمحاسب. فهل نلوم على هؤلاء منهجهم الذي ارتضو به منهجاً إذا أخطأوا، أم نلوم عليهم أنفسهم التي أخطأت ؟
" لا للتحليل الفني " عبارة ربما نسمعها وقت الأزمات التي تمر بأي مضارب أو مستثمر تناول توصية مباشرة بالدخول في أي صفقة ، أو الخروج من أي سهم، واستند فيها الناصح أو الموصي إلى تحليلاته الفنية التي قام على دراستها وتدوينها ثم إعطاها للموصي له في كبسولة سريعة التناول، ويظن المضارب أو المستثمر أنها سريعة المفعول وفيها الشفاء من خسائر متتالية، أو فيها ربح منتظر يرفعه إلى عنان السماء! كل هذا قد يحدث تحت مظلة يسمونها التحليل الفني، حسب ما يذكر الموصي للموصى له.
وهذا بالقطع ليس التحليل الفني المتناثر على شفاة من سقطوا في وادي الدجل. فإذا تحول الأمر إلى توصيات مباشرة بدون إستناد لعلم رئيسي ومنهج قويم، وعقول راجحة، وبصيرة متفتحة، سيتحول الأمر إلى دجل، وقراءة الودع! وهذا ما يتنافى تماما مع أصول التحليل الفني. فإن التحليل الفني في ذاته هو علم نابع من تجارب شخصية لأشخاص بذلوا مابذلوه من مجهود في عالم المال، من أرباح وخسائر، وسجلوا تجاربهم تلك في الكتب، ووضعوا لها نظريات وصنعوا منها خُطط وإستراتيجيات. وأضاف علم الرياضيات و المحاسبات لهذه التجارب إضافات جعلت من هذه التجارب والنظريات مناهج يعكف عليها كل محلل فني أو كل مستثمر يريد أن يسير على نهج ما سبقوه من أساطين ذلك العالم المليئ بالمخاطر والتشويق.
يحضرني هنا، ومؤخراً ما تم إذاعته في كثير من وسائل التواصل الإجتماعي من دعوات تثير الرعب والفزع في نفوس المضاربين والمستثمرين من إنهيارات متوقعة في أسواق المال العالمية! فبأي علم تحدث هؤلاء، وعلى أي منطق إستندوا أولئك الذين روجوا لهذه الشائعات؟ وبأي حق يصرخون في آذان الناس ليخرجوهم من أسواقٍ كادت تتعافى من بعد هبوط حاد ظل سنوات طوال؟ وكأنهم لا يريدون إلا منفعتهم الشخصية فقط.
و إذا سألت أحدهم يقول لك رأي، وفي نفس اللحظة يقول رأي عكسه تماماً، ثم يقول ها نحن قلنا كذا وكذا، ثم يرجعون ماقالوه إلى التحليل الفني. ويضيع في الرأيين كل مضارب أو مستثمر وضع ثقته فيمن نصحه وأعطاه التوصية، قد تصيب توصيته مره، لكنها قد تخطئ ألف. فهل يعوض صواب توصية مرة، مرارة الخسائر الألف ؟!
من هنا نشأت العداوة بين المضارب أو المستثمر وبين التحليل الفني، فلو علم المستثمرون أن التحليل الفني هو بمثابة لون من ألوان الفنون، يرى فيه كل محلل ما يشاء، أو يرى ما يظهر له من أسرار خلف الرسم البياني، لكن رؤيته أو رأيه يجب أن يكون محدود بأطر محددة و معينة تضبط إيقاعات تحركات الناصحين فيه. والإختلاف في التحليل الفني بين المحللين شئ جيد وصحي للمضارب أو المستثمر طالما أتى الرأي مسنوداً إلى رأي فني صميم، وليس رأي نابع من شائعات أو مصادر معلومات.
نعم نقول " لا للتحليل الفني " لكن أي تحليل فني نقول له " لا "؟! نقول " لا " للتحليل غير الفني، ذلك الشئ المبني على الشائعات، أو الخطوط المبعثرة على ورق الرسم البياني بدعوى التحليل. التحليل الفني هو علم حديث، يتم إستخدامه في دارسة ما مضى من حركات سعرية، بين صعود وهبوط، وتكون أشكال ونماذج، وذلك لتوقع ماسيكون في المستقبل، مع الإيمان بأن العلم كل العلم بيد الله، وهذا هو أبسط تعريف للتحليل الفني. من تملّك أدواته جيداً وأعمل عقله وأخذ بكل الأسباب، ثم عرض رأيه على من يوصي له بعملية تجارية بقصد الربح أو بقصد تقليل الخسائر، كان في ذلك له عذره إن أخطأ. لا لوم على من أخطأ بعد الاخذ بالأسباب وقام بعرضها بكامل الشفافية. أما ما دون ذلك نقول له " لا " لا لذلك التحليل الذي يقع ضرره بصورة أكبر ممن سواه، لأنه مبني على ثقة بين المستثمر وبين من ينصحه. " لا للتحليل الفني " الذي يخرج من لسان دجال، كدرب من دروب الدجل، وقراءة الطالع.
في هذه المدونة، التي أُنشئت خصيصاً لنشر التوعية الفنية، ولدعم كل من أراد أن يتبع خطوات التحليل الفني بعلم. تستند المدونة هنا في كل ما تقدم من التحليلات الفنية إلى علوم التحليل الفني المختلفة، من نماذج وحركات سعرية، ومؤشرات فنية. فاذهب هنا بين كل باب من أبواب المدونة لترى فيه معلومة مفيدة تجعلك تثق في التحليل الفني. إبدأ من هنا وبالدرس الأول و الثاني وما بعده من دروس في باب الدروس التعليمية ، ثم تحليل المؤشر العام للبورصة المصرية مؤخراً مثلا، والمؤشر الأمريكي لترى بنفسك، أن التحليل الفني برئ من كل ما توجهه إليه من تهم وكراهية.
لك الآن مطلق الحرية في الإطلاع من جديد على التحليل الفني، وبناء جسور ثقة جديدة بينك وبين التحليل الفني. أدعوك من خلال هذه المدونة إلى العلم و التعلم لكي تجعل قرارك نابع من عقلك أنت، بدون الرجوع لأحد أو اللجوء لأحد قد تصيب له توصية ويخطئ في ألف، و الخاسر الوحيد هو أنت.
الآن، قرارك بيدك وحدك، بين تعلم التحليل الفني بالطريقة الصحيحة وخوض المعركة وأنت تملك العدة المناسبة لتلك الحرب، أم ستترك المعركة لغيرك من الفرسان ؟!
وهذا بالقطع ليس التحليل الفني المتناثر على شفاة من سقطوا في وادي الدجل. فإذا تحول الأمر إلى توصيات مباشرة بدون إستناد لعلم رئيسي ومنهج قويم، وعقول راجحة، وبصيرة متفتحة، سيتحول الأمر إلى دجل، وقراءة الودع! وهذا ما يتنافى تماما مع أصول التحليل الفني. فإن التحليل الفني في ذاته هو علم نابع من تجارب شخصية لأشخاص بذلوا مابذلوه من مجهود في عالم المال، من أرباح وخسائر، وسجلوا تجاربهم تلك في الكتب، ووضعوا لها نظريات وصنعوا منها خُطط وإستراتيجيات. وأضاف علم الرياضيات و المحاسبات لهذه التجارب إضافات جعلت من هذه التجارب والنظريات مناهج يعكف عليها كل محلل فني أو كل مستثمر يريد أن يسير على نهج ما سبقوه من أساطين ذلك العالم المليئ بالمخاطر والتشويق.
يحضرني هنا، ومؤخراً ما تم إذاعته في كثير من وسائل التواصل الإجتماعي من دعوات تثير الرعب والفزع في نفوس المضاربين والمستثمرين من إنهيارات متوقعة في أسواق المال العالمية! فبأي علم تحدث هؤلاء، وعلى أي منطق إستندوا أولئك الذين روجوا لهذه الشائعات؟ وبأي حق يصرخون في آذان الناس ليخرجوهم من أسواقٍ كادت تتعافى من بعد هبوط حاد ظل سنوات طوال؟ وكأنهم لا يريدون إلا منفعتهم الشخصية فقط.
و إذا سألت أحدهم يقول لك رأي، وفي نفس اللحظة يقول رأي عكسه تماماً، ثم يقول ها نحن قلنا كذا وكذا، ثم يرجعون ماقالوه إلى التحليل الفني. ويضيع في الرأيين كل مضارب أو مستثمر وضع ثقته فيمن نصحه وأعطاه التوصية، قد تصيب توصيته مره، لكنها قد تخطئ ألف. فهل يعوض صواب توصية مرة، مرارة الخسائر الألف ؟!
من هنا نشأت العداوة بين المضارب أو المستثمر وبين التحليل الفني، فلو علم المستثمرون أن التحليل الفني هو بمثابة لون من ألوان الفنون، يرى فيه كل محلل ما يشاء، أو يرى ما يظهر له من أسرار خلف الرسم البياني، لكن رؤيته أو رأيه يجب أن يكون محدود بأطر محددة و معينة تضبط إيقاعات تحركات الناصحين فيه. والإختلاف في التحليل الفني بين المحللين شئ جيد وصحي للمضارب أو المستثمر طالما أتى الرأي مسنوداً إلى رأي فني صميم، وليس رأي نابع من شائعات أو مصادر معلومات.
نعم نقول " لا للتحليل الفني " لكن أي تحليل فني نقول له " لا "؟! نقول " لا " للتحليل غير الفني، ذلك الشئ المبني على الشائعات، أو الخطوط المبعثرة على ورق الرسم البياني بدعوى التحليل. التحليل الفني هو علم حديث، يتم إستخدامه في دارسة ما مضى من حركات سعرية، بين صعود وهبوط، وتكون أشكال ونماذج، وذلك لتوقع ماسيكون في المستقبل، مع الإيمان بأن العلم كل العلم بيد الله، وهذا هو أبسط تعريف للتحليل الفني. من تملّك أدواته جيداً وأعمل عقله وأخذ بكل الأسباب، ثم عرض رأيه على من يوصي له بعملية تجارية بقصد الربح أو بقصد تقليل الخسائر، كان في ذلك له عذره إن أخطأ. لا لوم على من أخطأ بعد الاخذ بالأسباب وقام بعرضها بكامل الشفافية. أما ما دون ذلك نقول له " لا " لا لذلك التحليل الذي يقع ضرره بصورة أكبر ممن سواه، لأنه مبني على ثقة بين المستثمر وبين من ينصحه. " لا للتحليل الفني " الذي يخرج من لسان دجال، كدرب من دروب الدجل، وقراءة الطالع.
في هذه المدونة، التي أُنشئت خصيصاً لنشر التوعية الفنية، ولدعم كل من أراد أن يتبع خطوات التحليل الفني بعلم. تستند المدونة هنا في كل ما تقدم من التحليلات الفنية إلى علوم التحليل الفني المختلفة، من نماذج وحركات سعرية، ومؤشرات فنية. فاذهب هنا بين كل باب من أبواب المدونة لترى فيه معلومة مفيدة تجعلك تثق في التحليل الفني. إبدأ من هنا وبالدرس الأول و الثاني وما بعده من دروس في باب الدروس التعليمية ، ثم تحليل المؤشر العام للبورصة المصرية مؤخراً مثلا، والمؤشر الأمريكي لترى بنفسك، أن التحليل الفني برئ من كل ما توجهه إليه من تهم وكراهية.
لك الآن مطلق الحرية في الإطلاع من جديد على التحليل الفني، وبناء جسور ثقة جديدة بينك وبين التحليل الفني. أدعوك من خلال هذه المدونة إلى العلم و التعلم لكي تجعل قرارك نابع من عقلك أنت، بدون الرجوع لأحد أو اللجوء لأحد قد تصيب له توصية ويخطئ في ألف، و الخاسر الوحيد هو أنت.
الآن، قرارك بيدك وحدك، بين تعلم التحليل الفني بالطريقة الصحيحة وخوض المعركة وأنت تملك العدة المناسبة لتلك الحرب، أم ستترك المعركة لغيرك من الفرسان ؟!