في الخميس الثاني و العشرين من شهر فبراير/ شباط لسنة 2018 م. كادت البورصة المصرية أن تحتفل فيه بتأكيد إنفصالها النهائي والكامل عن باقي الأسواق والبورصات العاليمة، وعلى رأسها بورصة نيويورك ومؤشرها الرئيسي داوجونز الذي حير العالم. وتؤكد اليوم وبعد وصولها لمستوى 15347 مجددا، إنفصالها النفسي عن مؤشر داوجونز أنفصالاً تاماً لا رجعة فيه، وذلك بعد أن حققت البورصة المصرية مستوى متقدم جديد خلال أسبوع تداولات عظيمة بأحجام تداولات كبيرة، من بين مخاوف عالمية وإضطرابات نفسية للكثير من المحللين الفنيين المحليين و العالميين، لتثبت فيه البورصة المصرية للعالم أنها قادرة على المنافسة، وأنها عنصر جذب إستثماري وفعّال وسط البورصات العالمية. يتحقق في هذا اليوم الوصول إلى مستوى 15347 الذي كاد أن يصل إلى مرمى القمة السابقة 15472 والتي كانت بمثابة القمة التاريخية التي لم تصل إليها البورصة المصرية في تاريخها كله أو إبتداءً من سنة 1998 م. حتى يومها هذا.
المؤشر العام للبورصة المصرية EGX30 |
البنك التجاري الدولي COMI |
وفي ختام مقالي هذا أود أن أقول لكل محللٍ فني ممن روجوا لحالة الخوف والرعب، وتسببوا في إثارة حالة من الهلع بين المستثمرين و المضاربين من إتباع البورصة المصرية للأسواق العالمية في هبوطها الأخير، كان أحرى به أن يبث الأمل والتفاؤل بين المستثمرين، ليس الأمل الخادع المبني على الآمال و الأمنيات، بل الأمل والتفاؤل المنبعث من تحليل فني دقيق ومنصف، تحليل فني غير قائم على الشائعات والأهواء الشخصية حتى لا يكون تحليل مُضلل. كان يجب على كل محلل أن ينظر للأمور بنظرة أشمل و أعم، وأن يعرض كل الإحتمالات بدلاً من الإنصياع لرغبات شخصية، أو الخضوع لأخطاء فنية بدون مراجعة، حتى لا يُصيب بذلك قوم بجهالة جراء عدم التدقيق في القول، والتحليل، والنتائج.
اليوم نستطيع أن نقول بافتخار ، أن البورصة المصرية بورصة حرة مستقلة، لا يربطها بغيرها من البورصات العالمية سوى الهجرة الشرعية بين الأسواق للمستثمرين، كلٌ يبحث عن الأرض التي يبذر فيها بذور إستثماراته وأمواله لتطرح. والبورصة المصرية أقولها بصدق، هي خير أرض إستثمارية الآن، لنرمي فيها بذور الإستثمار ورؤوس الأموال لتطرح في القريب خير طرح وثمار.