بين مرحلة و أخرى علينا بقراءة سير الناجحين في كل مجال ندرسه أو
نريد التميز فيه أو النجاح فيه . ذلك لنقتدي بهم في بادئ الأمر ، حتى
يكونوا أصحاب النجاحات العظيمة لنا كعلامات على الطريق ، لكي نخلق لأنفسنا
الطريق ذاته أو طريق أفضل ، كلٌ على حسب طاقته.
في الحقيقة فكرت كثيراً في هذا الموضوع ، أن أقوم كل فترة ببجمع أو رصد
سيرة من سير بعض الناجحين في عالم الإستثمار ، حيث أم
المدونة مهتمة بهذا المجال ، فوجدت أن هذا الأمر قد يعود بالفائدة
على القارئ بصورة غير مباشرة . و أيضاً يمكن أن نعتبرها مرحلة إستراحة من
بعد فترة دروس تعليمية أو تحليلات فنية حتى لا يمل القارئ من
المداومة على قراءة الدروس التعليمية . فإن للقراءة الأخرى علينا حق أيضاً.
إن خير من أبدأ به في هذه الفكرة هو الرجل العملاق وران بافيت ،
المستثمر الامريكي الذي رسم طريق الإستثمار لنفسه و هو إبن الإحدى عشر
عاماً . وران بافيت من مواليد 1930 في أوماها بولاية نبراسكا ، و نشأته قد
يعرفها الكثير و تحدث عنها الكثير ، يمكننا ان نوجزها في عبارات قليلة عام
1941 إشترى أول أسهم في حياته . ثم بدأ يتحول للربح عام 1945 حيث وصل دخله
حوالي 175 دولار أمريكي من توزيعه للصحيفة الامريكية واشنطن بوست.
و الغريب في الأمر أنه في ذلك السن الصغير إستطاع أن يشتري مساحة زراعية
مساحتها 40 آر أو ما يعادل واحد فدان و ذلك مقابل 1200 دولار. و لم يوقفه
ذلك على المداومة على التعليم فقد التحق بكلية وارتون 1947 -1949. ثم حصل
على بكالوريوس في العلوم عام 1950. بعد تحرجه إستكمل مشواره الإستثماري حتى
كان موظف في شركة جراهام براتب 12000 دولار سنوياً.
مشواره الإستثماري الحقيقي بدأ عام 1956 عندما ترك الوظيفة ليؤسس شركة
بافيت أسوشيتس المحدوده برأس مال لم يكن خالص له وحده بل تم تحصيله و
تجميعه من المعارف و الأصدقاء و أفراد العائلة ثم توالت صفقاته و نجاحاته
حتى صار أغنى رجل في العالم .
و لم ينسى هذا العملاق أن يلقن صغار المستثمرين بعض النصائح الذهبية
ليستعينوا بها في مشوارهم القادم . من بعض هذه النصائح ما يلي :
نصائح هامة من رجل الأعمال العملاق وارن بافيت
- إشتري البضائع ذات الجودة عندما تنخفض أسعارها ، فإن السعر ما تدفعه أما القيمة هي ما تحصل عليه.
- لا يمكنك أن تنتج طفلاً في شهر عن طريق الحصول على تسعة نساء حوامل ! فمهما كانت مهاراتك و جهدك كبيرين فإن هناك أمور تستغرق وقتاً طويلاً و تتطلب إنضباطاً و صبر ، فالإنضباط و الصبر و الوقت هم الأشياء الضرورية للإستثمار الناجح.
- لا تأتي الفرص كثيراً ، الفرص تأتي نادراً. فعندما تمطر السماء لا تضع تحت المطر خاتم الخياط - الكشتبان - لكن ضع دلواً تحت المطر. إستغل الفرصة أفضل إستغلال.
- التنوع في الإستثمار يكون قليل بالنسبة لأولئك الذين يعرفون ما يفعلون . فإن الأصل في التنويع في الإستثمارات هو الحماية من عدم المعرفة.
- إكتساب ثقة الأشخاص ثروة لا تقدر بثمن ، فبناء السمعة قد يستغرق عشرون عاما و هدمها قد يحدث في خمس دقائق . لو وضعت هذا في ذهنك من المؤكد أنك سوف تفعل الأشياء بشكل مختلف.
- من الأفضل لك أن تمضي وقتك مع أشخاص أفضل منك و تخير الشركاء الذين يمتلكون سلوكيات أفضل ، فإن سلوكياتهم الأفضل من المؤكد أنها ستنعكس عليك أنت أيضاً .
- كن خائفاً متى كان الآخرون جشعين ، و كن جشعاً متى كان الآخرون خائفون.
- أن تشتري شركة رائعة بسعر مناسب ، أفضل من ان تشتري شركة مناسبة بسعر رائع.
- إعادة إستثمار الأرباح . و المقصود بها تعظيم الأرباح بمعاودة دخول الأرباح في عمليات أخرى.
- الحد من الإقتراض.
- الإدخار عادة ينبغي إكتسابها. قال بافيت في هذا الأمر " أعظم خطأ هو عدم تعلمنا الإدخار بشكل صحيح في وقت مبكر "
- كن مثابراً
- اعرف جيدا متى تتوقف . من هنا نتخذ وقف الخسارة قاعدة لا هزل فيها.
- الإستثمار في النفس هو أفضل الإستثمار حيث قال بافيت في هذه النقطة " إستثمر في نفسك بأكبر قدر ممكن متى تستطيع فأنت أكبر أصولك حتى الآن ".
- يدعو بافيت للتعلم بجملة بسيطة جدا حيث أن إهتمامه المال ، قال " تعلم عن المال " ، بالتدقيق في هذه الجملة نجدها جملة جامعة لكل معاني الإستثمار ، فلا إستثمار حقيقي بغير معرفة أو علم .
ملحوظة :
هذه النصائح متداولة كثيرا على مواقع الإنترنت ، أخذت منها البعض فقط
لعدم الإطالة في المقال و لجعله فسحة خفيفة على النفس لحين إستكمال مشوار
السلسلة التعليمية بدروسها قد يكون فيها عبارات او مقولات لغير صاحبها
فالمصادر عديده ، لكنها في حد ذاتها نصائح مهمة جدا و مفيدة جدا لكل
مستثمر في عالم البورصة أو أسواق المال. و كل فترة سنحاول كتابة مثل هذه
المقالات كنوع من انواع الإستراحة و التنوع في المقالات و الموضوعات.