من متابعتي الأخيرة لبعض الأخبار المنقولة ، و المقالات المكتوبة ، و مشاركات الكثير من الأصدقاء عن تركيا و ما حدث فيها من فشل لعملية الإنقلاب العسكري الأخير في يوليو 2016 ، وجدت بعض من المبالغة و كثير من الهوس بوجود أردوغان و شخصيته في تركيا ، و تأثيره على الإقتصاد التركي .. و بطبيعة الحال أثار ذلك الهوس فضولي لأرى كيف كان تأثير المذكور على عملة بلاده ، فتوجهت لأنظر بعين التحليل الفني إلى موقف العملة التركية #الليرة مقارنة بسعر #الدولار . و بدأت بتحميل البيانات إبتداء من 1/10/2010 حتى يوليو 2016 أي ما يقرب من ستة أعوام ..
إضغط على الصورة لتظهر بحجمها الطبيعي
لو نظرنا إلى الرسم المرفق أعلاه سنجد من الوهلة الأولى صعود صارخ للدولار الأمريكي على أكتاف الليرة التركية بنسبة 122% تقريبا خلال تلك الاعوام الست .. !! أي أن العملة التركية تراخت - و لو إستخدمنا نفس مصطلحات مؤيدي الرئيس التركي في تعبيراتهم عن الإقتصاد المصري سنقول ، إنهارت العملة التركية أمام الدولار الأمريكي و فقدت 50% - فكيف المقارنة إذاً بين العملة التركية و المصرية أمام الدولار و هما سواء في الذبح ..!!
في أكتوبر 2010 كان سعر الدولار مقارنة بالليرة مساوياً 1.38190 ليرة .. و في سبتمبر 2015 كان الدولار مساوي 3.07948 ليرة في صعود كاد أن يكون حاداً .. !! و منذ ذلك الحين ، حتى شهرنا هذا كانت الموجة السائدة في التعاملات بين الدب التركي و الثور الأمريكي ، هي الموجة العرضية التي تنبئ بأمرين لا ثالث لهما :
الأمر الأول صعود حاد للدولار مقابل الليره اذا إخترق القمة السابقة 3.07948 ليصل إلى أرقام لن تُحسد تركيا عليها ..
الأمر الثاني هو كسر القاع السابق 2.74453 المتكون في شهر نوفمبر 2015 ..
مما سبق يحق لنا أن لا نتهم أردوغان بشرف المقاتلة للصعود بعملة بلاده ، و ذلك شرفٌ هو منه بريئ ..
و لا نرجم الإقتصاد المصري بحصى الإثم و هو ما زال مخضب بدماءٍ سالت على طرقات الميادين لخمس أعوام متتالية بدعوى الربيع العربي و هو لم يكن ريبعاً ولا عربياً.